ويقال: قد أَغْبَرَ في طلب الحاجة، إذا جَدَّ في طلبها, وقد أَغْبَرَ، إذا أثار الغبار, وقد غَبَر يَغْبُرُ، إذا بَقِي, والغابر: الباقي. والغُبْر: البقية من اللبن تبقى في الضرع, وغُبَّر الليل: بقاياه، وكذلك غُبَّر المرض، وغُبَّر الحيض, قال أبو كبير:
ومبرأ من كل غُبَّر حيضة ... وفَسَاد مرضعة وداء مُغِيل
ويقال: قد أَفْتَقَ قرنُ الشمس، إذا أصاب فَتْقًا من السحاب فبدا منه, وقد أَفْتَقَنا، إذا صادفنا فَتْقًا، وهو الموضع الذي لم يمطر وقد مطر ما حوله, قال الراجز1:
إن لها في العام ذي الفُتُوقِ ... وَزَلل النية والتَّصْفِيق
وقال الراعي:
كَقَرن الشمس أَفْتَقَ ثُمَّ زَالَا2
وقد فَتَق الطيب يَفْتُقُهُ, وَفَتَقَ الخياطة يَفْتُقُها فَتْقًا, ويقال: ما أَحَاك في السَّيْف، وهذا سَيْف لا يَحِيك شَيْئًا, ويقال: قد حَاكَ في مشيته يَحِيك حَيْكًا وَحَيَكَانًا, ويقال: ما حَكَّ في صدري منه شيء, ويقال: قد أَزْكَنْتُكَ كذا وكذا، أي أَعْلَمْتُكَ, وقد زَكِنت منك كذا وكذا، أي عَلِمتُهُ, قال الشاعر:
زَكُنت منهم على مثل الذي زَكَنوا
ويقال: قد أَهْزَلَ الناس، إذا أَصَابَتْ أموالهم سُنَّة فهزلت, وقد هَزَلت دابتي أَهْزِلُها هَزْلًا، إذا عَمِلت بها عَمَلاً تُهْزَلُ منه, وقد أَمْلَكْت فلانًا فلانة إذا زَوَّجتُهُ منه, وقد مَلَكت المرأة، إذا تَزَوَّجتُهَا, وقد مَلَكت العجين، إذا شَدَدت عجنه, ويقال: قد أَجَبتُهُ بكذا وكذا إِجَابة وَجَابَة, ويقال في مثل: "أَسَاء سَمْعًا فَأَسَاء جَابَة", ويقال: قد جُبْت الصَّخْرة، إذا خَرَقتُهَا, قال أبو عبيدة: وسمي رجل من بني كلاب جَوَّابًا، لأنه كان لا يحفر صخرة ولا بئراً إلا أَمَاهَهَا, وقد جُبْت القميص، إذا قَوَّرت جَيْبَهُ, ويقال: أَدْلَجْت، إذا سرت في الليل، وهي الدَّلْجَةُ، مفتوح, وقد ادَّلَجْت بتشديد الدال، إذا سرت من آخر الليل، وهي الدُّلْجَةُ ويقال: قد دَلَج يَدْلُجُ، إذا أخذ الدلو حين تَخْرُجُ من البئر فمشى بها إلى الحوض حتى يُفرِغَهَا فيه, وهو الدَّالِجُ, ويقال: