يجتمع المؤذنون على السدة المقابلة للمنبر في الجوامع ويتحلقون للزعق بالصلوات النبوية قبل صعود الخطيب وبعد صعوده ينتهون بالصلوات إلى ثلاث مرات ويزعقون في قولهم: "وعلى آل محمد" زعقًا شديدًا. وقد رأيت في بيروت في بعض جوامعها شخصًا ينشد مدائح نبوية "يقوم بهذا عن الجمع" ويختار لذلك في الجوامع المهمة من يكون صوته حسنًا مطربًا وهي وإن كانت بدعتها أخف من زعق الجمع إلا أن الكل مما لا حاجة إليه، بل السنة هو خروج الإمام إلى المنبر ولا صوت ولا لغط حتى إذا استقر قام المؤذن فأذن. ولكن من أين لنا من يكف سيطرة هؤلاء المؤذنين الذين لا يدرون شيئًا من الفقه في الدين أصلح المولى أحوالنا وهيأ لنا من أمرنا رشدًا.