واجتمع المهاجرون يتشاورون، فقالوا: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار ندخلهم معنا فى هذا الأمر.

فقالت الأنصار: منّا أمير، ومنكم أمير.

فقال عمر بن الخطّاب: من له مثل هذه الثّلاث؟ ثانِيَ اِثْنَيْنِ إِذْ هُمافِي اَلْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اَللهَ مَعَنامنهما.

قال: ثمّ بسط يده، فبايعه، وبايعه النّاس بيعة حسنة جميلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وقميصه الذى توفى فيه» ففيه مجمع على ضعفه، لا سيما وقد خالف بروايته الثقات.

والسحولية: بالفتح على الأشهر الأكثر فى الروايات منسوب إلى السحول، وهو القصار لأنه يسحلها أى: يغسلها، أو إلى السحول قرية باليمن، وبالضم جمع سحل، وهو الثوب الأبيض النقى، ولا يكون إلا من قطن، وفيه شذوذ لأنه نسب إلى الجمع.

وقيل: اسم القرية بالضم أيضا، والكرسف: بضم فسكون فضم القطن. (فى هذا الأمر): أى أمر الخلافة. (من له مثل هذه الثلاثة): استفهام إنكار على الأنصار، حيث توهموا أن لهم حقا فى الخلافة، الأولى ثانِيَ اِثْنَيْنِ إِذْ هُمافِي اَلْغارِ: الثانية إثبات الصحبة فى قوله تعالى: إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ. الثالثة إثبات المعية فى قوله تعالى: إِنَّ اَللهَ مَعَنا، فإثبات الله تعالى تلك الفضائل الثلاث بنص القرآن دون غيره دليل ظاهر على أحقيته بالخلافة من غيره. (من هما): أى من الاثنان المذكوران فى هذه الآية المتضمنة لذلك هل هما إلا النبى صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، والاستفهام فى ذلك للتقرير والتفخيم. ويحتمل أن المراد من هما أى: الأمران اللذان ذكرتموهما، فالاستفهام للتحقير. (حسنة جميلة): قيل جميلة تأكيد، واعترض بأن التأكيد اللفظى بالمرادف لم يثبته النحاة إلا فى نحو: ضربت أنت، وبأنه لا يصح كونه نعتا للتأكيد، لأنهم حصوره فيما إذا فهم من متبوعه متضمنا أو التزاما انتهى. ويرد بأن المراد بالتأكيد هنا ثبوته الحكمى لا اللفظى، وتقويته تحصل بالمرادف أيضا. وبأنه يصح كونه هنا نعتا قصد به التأكيد، لأن الجمال يفهم من الحسن تضمنا أو التزاما، وعلى كل فالمغايرة بينهما أولى بأن يجعل حسنها من حيث دفعها للفتنة، ويوافقه الحديث: «ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن». وجمالها من حيث رضى نفوسهم بها وإقبالهم عليها وشهودهم لجمال الحق فيها إذا رضاهم بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015