174 - حدثنا العباس بن محمد الدورى، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا فليح ابن سليمان، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن يعقوب بن أبى يعقوب، عن أم المنذر، قالت:

«دخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علىّ، ولنا دوال معلّقة. قالت: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلىّ معه يأكل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه يا علىّ. فإنك ناقه.

قالت: فجلس علىّ والنّبى صلى الله عليه وسلم يأكل. قالت: فجعلت لهم سلقا وشعيرا فقال النّبىّ صلى الله عليه وسلم لعلىّ: من هذا فأصب، فإنّ هذا أوفق لك».

ـــــــــــــــــــــــــــــ

174 - (دوال) واوه منقلبة عن ألف إذ هو جمع دالية، وهو العذق من النخلة يقطع بسرا، ثم يعلق ليرطب، ويأكل رطبه على التدريج. (معلقة) أى لترطب ويؤكل من رطبها. (مه) اسم فعل بمعنى اكفف. (ناقه) هو قريب العهد بالمرض قبل أن يرجع إليه كمال صحته وقوته. (فجعلت) عطف على فقال أى بينت أمر صلى الله عليه وسلم عليا رضى الله عنه بالترك، لأنه يضره جعلت ما لا يضره ومن ثمة أمره صلى الله عليه وسلم بالإصابة منه لهم، أى له ولعلى ومن معهما من أهل بيتهما، وفى إرادية أى للنبى صلى الله عليه وسلم واقتصرت عليه، لأنه الأصل والمتبوع، وزعم أنه لعلى وهم، وإنما يرجع لأهلها أى ضيفانها هو الوهم، كما هو ظاهر. (فأصب) أى أما من هذا فأصب فالفاء هى جواب شرط محذوف، وتقديم من هنا يوجب الحصر أى من هذا لا من غيره. (هذا أوفق لك) إنما منعه من ذلك، لأن الفاكهة تغير بالناقه لسرعة استحالتها، وضعف الطبيعة من دفعها لعدم القوة فأوفق معنى موافق إذ الأوفقية فى الرطب له أصلا ويصح كونه على حقيقته بأن يدعى أن فى الرطب موافقة له من وجه وإن ضره وجه آخر ولم يمنعه من السلق والشعير لأنه من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015