جاءه رجل فقال له: إنّ ابن خطل متعلق بأستار الكعبة. فقال: اقتلوه. قال ابن شهاب: وبلغنى أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يومئذ محرما».
ـــــــــــــــــــــــــــــ
محرم، وجمع أيضا بأنه عقب دخوله نزع المغفر، ثم لبس العمامة السوداء يخطب بها لرواية «خطب الناس وعليه عمامة سوداء» (?)، والخطبة كانت عند باب الكعبة بعد تمام الفتح، والضم: الجمع ظاهر رواية المصنف: «دخل مكة وعلى رأسه عمامة سوداء» (?) فالصواب: هو الجمع الأول وقول الولى العراقى: أن (?) هذا أولى وأظهر بالجمع من الأول عجيب، وكان حكمة إيثاره الأسود فى العمامة واللواء على الأبيض هنا مع مدحه له، وكون أهل الجنة يدخلونها، وهم جرد مرد بيض مكحولون أبناء ثلاثا وثلاثين، مما ورد فى فضل البياض، وبالإشارة إلى السؤدد الذى أعطيه صلى الله عليه وسلم، وتميز به على سائر الأنبياء فى ذلك اليوم، وهو أن الله أحل له مكة ساعة من نهار، ولم يحلها لأحد قبله، وإلى سؤدد مكة على سائر البلاد، وإلى سؤدد أمته وعزتهم بذلك الفتح العظيم، وإلى سؤدد الإسلام وظهوره ظهورا لم يكن قبل الفتح، كما بينته سورة النصر، ثم رأيت بعضهم ذكر أن سبب اختياره أن ما يصل إليه من دهن رأسه الشريفة [لا يؤثر فيه بخلاف الأبيض وبعضا آخر ذكر أن حكم ذلك الإشارة] (?) إلى ثبوت هذا الدين، وعدم تبدله إذ السواد أبعد عن ظهور الدنّس والتبدل من سائر الألوان (فلما نزعه) فاعل قال: هو ابن شهاب، كما هو ظاهر السياق، لا الترمذى حتى يحكم على الحديث أنه معلق. (لم يكن يومئذ محرما) هو كذلك ففى مسلم، عن جابر «دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، وعليه عمامة بغير إحرام» (?) ودخول مكة فى حق غير الطائف المتأهب للقتال بغير إحرام جائز على الأصح، وإن لم يتكرر دخوله، وقيل:
الإحرام واجب، إن لم تتكرر حاجته، ونقل عن أكثر العلماء.