لا أعلم دليلاً شرعياً على أن الجسد لا يبلى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (كل جسد ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب)، ويشتهر عند الناس أن الشهداء لا تأكل الأرض أجسادهم، ولكن لا أعلم في هذا دليلاً شرعيا صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، إنما المحفوظ أن أجساد الأنبياء هي التي لا تبلى، فقد قال صلى الله عليه وسلم لما ذكر يوم الجمعة: (فأكثروا فيه من الصلاة علي.
قالوا: يا رسول الله! كيف تبلغك صلاتنا وقد أرمت؟ قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)، فلما سأل الصحابة دل ذلك على أن الصحابة استقر في أذهانهم أن الأجساد جميعها تبلى، ولو كانت في أذهان الصحابة أن أجساد الشهداء مستثناة لما استغربوا من كون الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء؛ لأن الأنبياء أرفع مقاما من الشهداء.