بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه وبعد: فسنستأنف ما كنا قد بدأناه حول الحديث عن أشراط الساعة الكبرى، فنقول والله المستعان: كنا قد بينا مسألة المهدي ومسألة خروج الدجال، وبقي أن نعقب عليهما بكلام يسير قبل الكلام عن عيسى بن مريم عليه السلام.
وقد ذكرنا مذهب أهل السنة في المهدي ومذهب الشيعة الإمامية، ولكن ينبغي أن يعلم أنه ليست الآراء في المهدي محصورة في هذين الرأيين، فهناك آراء أخرى لكنها غير شائعة وغير ذائعة، ولذلك أعرضنا عنها، منها قول فرقة في الشيعة تسمى: (الكيسانية) بأن المهدي المنتظر هو ثالث أبناء علي، وهو محمد بن الحنفية نسبة إلى أمه، وكانت من بني حنيفة، وهؤلاء كانوا موجودين أيام بني أمية، ولكن لا أظن أن أحداً يعتقد هذا الرأي اليوم، وإن وجد فليس ذا بال، ومن هؤلاء آنذاك كثير عزة الشاعر المعروف الذي يقول: ألا إن الأئمة من قريش حماة الدين أربعة سواء علي والثلاثة من بنيه هم الأسباط ليس بهم خفاء فسبط سبط إيمان وبر وسبط غيبته كربلاء وسبط لا يذوق الموت حتى يقود الخيل يقدمها اللواء تغيب لا يرى فيهم زماناً برضوى عنده عسل وماء ورضوى: الجبل المعروف قبل ينبع جهة ديار جهينة، فهذا الجبل الذي يزعم الكيسانيون أنه فيه المهدي الذي ينتظرون خروجه.