وأهمية معرفة هذه الأشراط والأمارات، تظهر من أهمية الإيمان باليوم الآخر، ولذلك فإن الإيمان بأشراط الساعة وعلاماتها الصحيحة الثابتة، جزء لا يتجزأ من الإيمان باليوم الآخر، والذي هو الآخر جزء لا يتجزأ من الإيمان بالغيب.
والحديث عن أشراط الساعة مهم، ولا سيما إذا ابتعد الناس عن تذكر الآخرة واشتغلوا بالدنيا وملذاتها، فإن في أشراط الساعة المحسوسة التي تظهر ويراها الناس بأعينهم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ما يعيد الناس إلى ربهم ويوقظهم من غفلتهم.
يقول القرطبي (?) - رحمه الله -: قال العلماء رحمهم الله تعالى: الحكمة في تقديم الأشراط، ودلالة الناس عليها، تنبيه الناس من رقدتهم وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة، كي لا يباغتوا بالحول بينهم وبين تدارك العوارض منهم، فينبغي للناس أن يكونوا بعد ظهور أشراط الساعة، قد نظروا لأنفسهم وانقطعوا عن الدنيا واستعدوا للساعة الموعود بها - والله أعلم (?) .
وقد وفقني الله عز وجل للكتابة في هذا الموضوع المهم، وكان الفضل في ذلك لله سبحانه وتعالى أولا ثم لوزارة الشؤون الإسلامية ممثلة في إدارة التأليف والترجمة، التي قامت مشكورة بالموافقة على الكتابة في هذا الموضوع، الذي تظهر أهمية الكتابة فيه في الأمور التالية:
1 - حاجة الناس - خاصة في هذا العصر - لمعرفة أشراط الساعة، لعل ذلك يسهم في توجيه سلوكهم إلى سبيل الخير، والاستعداد ليوم المعاد.