وإنما ذهب ثعلب ومن قال بقوله إلى قول جرير:
لن تبلغوا المجد أو تشروا حياتكم ... بالعز أو تجعلوا اليغبوث ضمرانا
أو تتركون إلى القسين هجرتكم ... ومسحكم صلبهم رحمن قربانا
وإنما هجا جرير بهذا الأخطل فعيره وقومه بالنصرانية فحكى كلامهم.
المالك: اسم الفاعل من ملك يملك فهو مالك، فالله عز وجل مالك الأشياء كلها ومصرفها على إرادته لا يمتنع عليه منها شيء، لأن المالك في كلام العرب للشيء هو المتصرف فيه، القادر عليه.
فإن قال قائل: فقد يغصب الإنسان على الشيء فلا يزول ملكه عنه، قيل له: لا يزول ملكه عنه حكمًا وديانة. فأما في الظاهر والاستعمال فالغاصب له في حالة ما هو في يده يصرفه كيف شاء من استعمال أو هبة أو إهلاك أو إصلاح، وإن كان في ذلك مخطئًا آثمًا آتيًا ما هو محظور عليه بإحالته بينه وبين مالكه، فإن رجع ذلك الشيء على صاحبه قيل: رجع إلى ملكه أي إلى حاله التي كان فيها حقيقة.
والله عز وجل قادر على الأشياء التي خلقها ويخلقها لا يمتنع عليها منها شيء وقد قرأت القراء {مالك يوم الدين} و {ملك يوم الدين} وقد رويت القراءتان عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فأما الملك، فتأويله: ذو الملك في يوم الدين، ويوم الدين هو يوم الجزاء والحساب، فوصف نفسه جل وعز بأنه الملك يوم لا ملك سواه، ولا يدعي الملك معه