فعروض البيت الأول «مستفعلن» منحطة من «متفاعلن» وعروض البيت الثاني «مفعول» فنقصها حرفًا وذلك غير جائز، لأن «مفعولن» لا تقع في عروض الكامل، ولو قال: «لما رأت ماء السلا مشروبها» لاستقام وزن البيت.
وقال هؤلاء أيضًا: اشتقاقه من أقواء الحبل، يقال أقوى الرجل حبله إذا جعل بعض قواه غليظة وبعضها دقيقة، وكذلك هذا لما نقص العروض عن مقدارها فقد أقوى.
المجيد: الكريم والمجد: الكرم يقال: اشتقاقه من قول العرب: «أمجدت الدابة علفًا»: إذا أكثرته لها، فكأن المجيد المبالغ في الكرم، المتناهي فيه. ونحن نشرح الكرم في موضعه من هذا الكتاب.
فيه قولان: أحدهما: أنه «فعول» بمعنى «فاعل» كقولك: «غفور» بمعنى «غافر»، وكما قالوا: «رجل صبور» بمعنى «صابر» و «شكور» بمعنى «شاكر» فيكون الودود في صفات الله تعالى عز وجل على هذا المذهب أنه يود عباده الصالحين ويحبهم. والود والمودة والمحبة في المعنى سواء. فالله عز وجل ودود لأوليائه والصالحين من عباده وهو محب لهم.
والقول الآخر أنه «فعول» بمعنى «مفعول» كما يقال: «رجل هيوب» أي «مهيب» فتقديره: أنه عز وجل مودود أي يوده عباده ويحبونه وهما وجهان جيدان.
وقد تأتي الصفة بالفعل لله عز وجل ولعبده فيقال: «العبد شكور لله» أي يشكر نعمته، والله عز وجل شكور للعبد أي يشكر له عمله أي يجازيه على عمله، والعبد تواب إلى الله من ذنبه، والله تواب عليه أي يقبل توبته ويعفو عنه.
الفعال: اسم مبني لمبالغة الفعل فهو يجري في ضروب من صفاته عز وجل نحو