زعم البوارح أن رحلتنا غدا ... وبذاك خبرنا الغداف الأسود

فخفض الأول ورفع الثاني كما ترى. وكما قال بشر:

ألم تر أن طول الدهر يسلي ... وينسي مثل ما نسيت جذام

وكانوا قومنا فبغوا علينا ... فسقناهم إلى البلد الشآم

وهو كثير في أشعار المتقدمين والفحولة. قال أبو عمرو: فحلان من الشعراء كانا يقويان في شعرهما، النابغة وبشر بن أبي خازم، فأما النابغة فدخل يثرب فغني له من شعره بما فيه أقواء ففطن له فلم يعد للأقواء بعد ذلك. وأما بشر ففطنه لذلك أخوه فلم يعد له.

قوال: واشتقاق الأقواء من اختلاف قوى الحبل وهو أن تختلف فتكون واحدة سوداء وأخرى بيضاء أو ما أشبه ذلك.

وذهب بعضهم إلى أن الأقواء هو أن يكون في وسط البيت نقصان في فاصلته لا يجوز مثله في الزحاف نحو قوله:

حنت نوار ولات هنا حنت ... وبدا الذي كانت نوار أجنت

لما رأت ماء السلا مشروبا ... والفرث يعصر في الإناء أرنت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015