قال بعضهم: حي جمع الجمع، يقال: حياة وحيوات وحي جمع الجمع. وقال الفراء: أصله فعل مثل بدنة وبدن فكان حي جمعًا للحياة ثم كسر حين أدغمت الياء.
وقال المازني: يقال: «حييت يا زيد تحيا حياة طيبة»، وهذا فعل قد اعتلت عينه ولامه وهما جميعًا ياءان، فعين هذا الفعل تصح وتعتل لامه لأن العين أقوى من اللام لتوسطها واللام أضعف من العين لوقوعها طرفًا فهو يجري مجرى رميت وكذلك أحييت يجري مجرى أعطيت، فإذا جاءت لام أعطيت في موضع تلزمها الحركة لزم لام أحييت الحركة، وإن لزم لام أعطيت ورميت السكون لزم لام حييت وأحييت السكون والقلب تقول من ذلك: «رمي زيد» و «أعطي زيد» فتقول قد حيي في هذا المكان وأحيي زيد، إلا أنك في هذا مخير إن شئت أدغمت لاجتماع حرفين من جنس واحد متحركين فقلت «حي في هذا المكان» و «قد أحي زيد» تلقي حركة الياء المدغمة على الحاء وتجريها مجرى غير المعتل لتشديدها وإن شئت أظهرت فقلت: «حي» و «أحيي»، وقد قرأ بعض القراء: {ويحيا من حيي عن بينة}. وقرأ الأكثرون «ويحيا من حي عن بينة» بالإدغام. وإنما جاز الإظهار في هذا لأن الحرف الثاني قد يعتل فيسكن في موضع الرفع ويصير ألفًا ولا يكون إدغام لأن الألف لا تدغم في شيء ولا يدغم فيها شيء وذلك قولك: «زيد يحيا حياة طيبة»، و «أحيا الله عباده». فمن أجاز «قد حيي زيد» بالإظهار لم يجز «قد صدد زيد»، و «قد مرر زيد» للعلة التي أخبرتك بها.
وإذا قلت: «قد حيي في هذا المكان» بالإظهار ثم أردت الإدغام فإن شئت قلت: «قد حيي في هذا المكان» بضم أوله على الأصل وإن شئت قلت: «قد حي في هذا المكان» فكسرت أوله. قال أبو عثمان: «والكسر أكثر لأنه أخف».