ورجعوا بتركته إلى ولده"1.

ذكر ياقوت أن قبر هاشم بغزة حيث مات، وأنها لذلك يقال لها: غزة هاشم, وروى لمطرود الخزاعي في رثائه:

مات الندى في الشام لما أن ثوى ... فيه بغزة هاشم لا يبعد

قال ياقوت: "مات هاشم بغزة وعمره خمس وعشرون سنة وذلك الثبت, وقيل: عشرون". وفي النفس من هذا التقدير شيء؛ لأن ما حفلت به حياة هاشم وما تم لقومه على يديه يندر أن يكمل لابن خمس وعشرين.

قام بأمر قريش بعد هاشم أخوه الأصغر المطلب بن عبد مناف, وكان ذا شرف في قومه وفضل, وكانت قريش إنما تسميه الفيض لسماحته2 وفضله, وقد ضم إليه ابن أخيه شيبة بن هاشم في أحد أسفاره فدخل به مكة مردفا إياه على بعيره, فظنت قريش أنه غلامه فقالوا: عبد المطلب, فقال المطلب: ويحكم, إنه شيبة ابن أخي هاشم، قدمت به من المدينة. ولما خرج المطلب في رحلة له إلى اليمن مات بردمان، وكان آخر من مات من بني عبد مناف: نوفل الذي تقدم أنه مات بسلمان من أرض العراق، فذكرهم مطرود بن كعب الخزاعي في رثائه فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015