أن أشراف مكة لما كانوا يرتحلون للتجارة في الشتاء والصيف, كانوا "يأتون لأنفسهم ولأهل بلدهم بما يحتاجون إليه من الأطعمة والثياب, وإن ملوك النواحي كانوا يعظمونهم ويقولون: هؤلاء جيران بيت الله وقطّان حرمه، فلا يجترئ عليهم أحد". وظاهر أن المقصود بملوك النواحي أمراء العرب في اليمن والعراق والشام؛ فإن هؤلاء هم الذين يعظمون البيت؛ لا قيصر وكسرى.

هذا مكان قريش من العرب في الأعم الأغلب، ولا حكم للنادر. ولو لم يكن ذلك مستتبا لقريش ما كان هناك من معنى لسعي هاشم في طرق أبواب الأسواق الخارجية يفتحها لقبيله، بينما تجارته المحلية غير آمنة. فهو وإخوته ما شرعوا بمفاوضاتهم التجارية مع دول الرومان والفرس واليمن الحبشة إلا وقد فرغوا من الاطمئنان إلى الطرق الموصلة إلى هذه الممالك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015