صفرا، فإذا كان في السنة المقبلة حرم عليهم المحرم وأحل لهم صفرا، فقال الله عز وجل: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ} الآية1.
وقال الشاعر:
ألسنا الناسئين على معد ... شهور الحل نجعلها حراما"2
هذا وقد وقر في نفوس العرب "أن مكة لا تقر فيها بغيا ولا ظلما، لا يبغي فيها أحد إلا أخرجته ولا يريدها ملك يستحل حرمتها إلا هلك مكانه"3. وذهب الزرقاني إلى أنها سميت "بكة"؛ لأنها تبك "تدق" أعناق الجبابرة.
فللحرم في صدورهم رهبة, لا يدانيه فيها غيره.
رأيت أن اسم الحرم الذي تضاف إليه قريش، كان خير حارس لتجارتها وعيرها. تسير بفضله آمنة مطمئنة، تتمتع بالرعاية والحرمة إلى اليمن وإلى العراق وإلى الشام.
وقد ذكر النيسابوري في تفسيره "عند الكلام على الإيلاف"