على أبناء عمومتهم. ثم توجه الرجل لوجهه وتمثل بهذه الأبيات:
مهلا بني عمنا ظلامتنا ... إن بنا سورة من القلق
لمثلكم تحمل السيوف ولا ... تغمز أحسابنا من الرقيق
إني لأنمى إذا انتميت إلى ... عز عزيز ومعشر صدق
بيض سباط كأن أعينهم ... تكحل يوم الهياج بالعلق1
فقال له المفضل وهو يتبعه: ما أفحل هذه الأبيات, فلمن هي؟ قال: "لضرار بن الخطاب الفهري قالها يوم الخندق وتمثل بها علي بن أبي طالب يوم صفين والحسين بن علي يوم قتل، وزيد بن علي".
ثم لحق القوم فلم يمض قليل حتى أتاه نعي أخيه محمد, قتله رجال أبي جعفر، فتمثل إبراهيم:
نبئت أن بني ربيعة أجمعوا ... امرا خلالهم لتقتل خالدا
إن يقتلوني لا تصب أرماحهم ... ثأري ويسعى القوم سعيا جاهدا
أرمي الطريق وإن صددت بضيعة ... وأنازل البطل الكمي الجاحدا
فسأله المفضل: لمن هذه الأبيات؟ فقال: للأحوص بن جعفر بن كلاب تمثل بها يوم شعب جبلة. ثم لم يلبثا أن أقبلت عساكر أبي جعفر واقتتلت مع أصحاب إبراهيم هذا. وقتل من الفريقين من قتل وكاد يكون الظفر لإبراهيم2.