وكان زياد إذا قال شيئا وفى به. فلم يزل في هربه ذلك يطوف في القبائل والبلاد حتى مات زياد1.
4- غلام يخجل الفرزدق:
كان الفرزدق ينشد شعره بالمربد والناس مجتمعون حوله, إذ مر به الكميت وهو غلام فوقف، فقال له الفرزدق: "ليسرك أني أبوك؟ " فقال الغلام: "أما أبي فلا أريد به بديلا، ولكن يسرني لو كنت أمي ليذوق أبي عُسَيْلتك" فقال الفرزدق: "اكتمها على عمك يابن أخي, فما مر بي مثلها! "2.
5- تهديم دور الهجائين:
كان للبصرة والٍ متنسك يروى عنه الفقه، اسمه الحارث بن عبد الله المخزومي ولقبه القُباع3. بلغه ما يكون في المربد من الشر بين جرير والفرزدق وبين حييهما بسببهما. ولما رأى أنهما غير منتهيين عن ذلك، أراد أن يخطو الخطوة الحاسمة بحزم، فأمر بالدار التي ينزلها جرير في المربد والدار التي ينزلها الفرزدق في المقبرة فهدمتا.
وكان القباع قد أراد هدم دار الفرزدق قبل هذه المرة أيضا في شيء بلغه، ثم إنه كُلِّم فيه وهرب الفرزدق.