الآن وقد استعرضت هذه المشاهد، وذكّرتك هذه الفقرات جوا خاصا تتصوره لعكاظ كلما مرت بك في نقلة من نقل الأدب أو التاريخ، الآن تستطيع أن تفهم: لم يعد مؤرخو الأدب عكاظ في أول ما وحّد لهجات القبائل العربية قبل نزول القرآن الكريم بأكثر من قرن، وهيأ لقريش خاصة تلك الزعامة والتحكم في اللغة والانتقاء, فسلمت من عيوب اللهجات؟ وعرفت أيضا أن عكاظ دنيا تعج بالقاصدين من كل فج عميق، وأن فيها الخطباء المصاقع يخطبون، والشعراء الفحول ينشدون، والأعزة والأشراف يتفاخرون