والعارضة"1.
ويحلو لي هنا أن أبين للقارئ امتداد هذا الحلف التجاري في حياة المسلمين وتمسكهم به، فابن هشام يروي: أن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان كان واليا على المدينة، ولّاه عليها عمه معاوية, وكان بين الوليد والحسين بن علي منازعة في مال كان بينهما بذي المروة, وكان الوليد تحامل على الحسين في حقه لسلطانه يومئذ، فقال الحسين: "أحلف بالله: لتنصفنّي من حقي أو لآخذن سيفي، ثم لأقومن في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم لأدعون بحلف الفضول ... " وكان عبد الله بن الزبير حاضرا مجلسهما هذا, فغضب للحسين وقال يتهدد الوليد: "وأنا أحلف بالله: لئن دعا به لآخذن سيفي, ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا".
وبلغ هذا الخبر المسور بن مخرمة بن نوفل, فقال مثل ما قال ابن الزبير، وبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الله التيمي فقال مثل ذلك.
فلما بلغ كل هذا الوليد بن عتبة خاف مغبتها, وأنصف الحسين من حقه2.
فأنت ترى كيف كان القوم سراعا إلى تنفيذ هذا الحلف, وكيف