فسعى الأشرف بعضهم إلى بعض, وعقدوا الحلف وأكّدوه ونصبوا أنفسهم لحمايته.
أما السبب المباشر لعقد هذا الحلف, فما ذكروا1 من أن رجلا من زبيد من أهل اليمن باع سلعة من العاص بن وائل السهمي "وهو قرشي" فظلمه بالثمن, فأوفى على جبل أبي قبيس رافعا عقيرته وقريش في أنديتها، فذكر ظلامته في شعر له وهو:
يا آل فهر لمظلوم بضاعته ... ببطن مكة نائي الدار والنفر
ومحرم أشعث لم يقض عمرته ... يا للرجال وبين الحِجْر والحَجَر
إن الحرام لمن تمت مكارمه ... ولا حرام لثوب الفاجر الغدر2
فتداعت لذلك قريش واجتمعت إليه بنو هاشم وزهرة وبنو أسد بن عبد العزى, فدخلوا دار عبد الله بن جدعان لشرفه وسنه, وتعاقدوا بالله: ليكونُن مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه. فلا يجدون بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه, وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ا. هـ.