ثم كان الرجل منهم بعد ذلك يلقى الرجل، والرجلان يلقيان الرجلين فيقتل بعضهم بعضا. فلقي ابن محمية بن عبد الله الديلي زهير بن ربيعة أبا خراش, فقال زهير: "إني حرام جئت معتمرا" فقال له: "ما تُلقَى طوال الدهر إلا قلت: أنا معتمر" ثم قتله.

انقضت هذه الأيام الخمسة في أربع سنين, ثم تداعى الفريقان إلى السلم على أن يذروا الفضل في الدماء والأموال, ويتعاهدوا على الصلح.

عقدوا على ذلك المواثيق وبقيت هذه الأحداث للذكرى والفخر، يتمجد كل شاعر قوم بما فعل قومه، ويتغنى بما كان لهم من محامد. وانظر إن شئت أن ترى آثار ذكرها في مثل قول عبد الله بن الزبعرى السهمي:

وإن قصيا أهل عز ونجدة ... وأهل فعال لا يرام قديمها

هم منعوا يومي عكاظ نساءنا ... كما منع الشول الهجان قرومها1

أو قول بعضهم:

نحن كنا الملوك من آل نجد ... وحماة الذمار عند الذمار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015