السابقون. فاقتتلوا قتالا شديدا كان شؤما على قريش وأحلافها، قتل فيه من كنانة ثمانية نفر، وقتل أبو سفيان بن أمية أخو حرب جد معاوية. وكان يوما لهوازن فخره ونصره. فلعلع صوت شاعر هوازن بهذه الصاعقة المجلجلة:
إني من النفر المحمرّ أعينهم ... أهل السوام وأهل الصخر واللوب1
الطاعنين نحور الخيل مقبلة ... من كل سمراء لم تغلب، ومغلوب
وقد بلوتم فأبلاكم بلاؤهم ... يوم الحريرة ضربا غير مكذوب
لاقتهم منهم آساد ملحمة ... ليسوا بدارعة عوج العراقيب
فالآن إن تقبلوا نأخذ نحوركم ... وإن تباهوا فإني غير مغلوب
وقال الحارث بن كلدة الثقفي:
تركت الفارس البذاخ منهم ... تمجّ عروقه علقا عبيطا
دعت بنانه بالرمح حتى ... سمعت لمتنه فيه أطيطا
لقد أرديت قومك يا صخر ... وقد جشمتهم أمرا شطيطا
وكم أسلمت منكم من كمي ... جريحا قد سمعت له غطيطا2