اتعدوا هم وهوازن. فاحتشدت كنانة، قريشها وعبد منافها والأحابيش1 ومن لحق بهم، وسلّح يومئذ عبد الله بن جدعان مائة كمي بأداة كاملة سوى من سلّح من قومه. وعلى إحدى مجنبتي كنانة عبد الله بن جدعان، وعلى الثانية كريز بن ربيعة، وأمر الجميع إلى حرب بن أمية الذي كان في القلب. أما هوازن وأحلافها فأمرها إلى مسعود بن معتب الثقفي, واعتزل فريق من الحيين فلم يشهدوا الحرب.
ثم تناهض الناس وزحف بعضهم إلى بعض، فكانت الدائرة أول النهار لكنانة على هوازن، حتى إذا كان آخر النهار تداعت هوازن وصابرت، فانقشعت كنانة واستحرّ القتل فيهم، فقتل منهم تحت رايتهم مائة رجل، ولم يقتل من قريش يومئذ أحد يذكر، وذلك قول خداش بن زهير:
فأبلغ إن عرضت بنا هشاما ... وعبد الله أبلغ والوليدا
أولئك إن يكن في الناس خير ... فإن لديهم حسبا وجودا