يكون؟ " قال: "فهل لكما به طاقة إن دللتكما عليه؟ " قالا: "نعم" قال: "فانزلا" فنزلا فعقلا راحلتيهما. قال البراض: "فأيكما أجرأ عليه وأمضى مقدما وأحدّ سيفا؟ " قال الغطفاني: "أنا" قال: "فانطلق أدلك عليه ويحفظ صاحبك راحلتيكما" ففعل.

وانطلق البراض يمشي بين يدي الغطفاني حتى انتهى إلى خربة في جانب خيبر، خارجة عن البيوت فقال البراض: "هو في هذه الخربة وإليها يأوي, فأنظرني حتى أنظر: أثم هو أم لا؟ " فوقف له الرجل ودخل البراض ثم خرج إليه وقال: "هو نائم في البيت الأقصى خلف هذا الجدار عن يمينك إذا دخلت, فهل عندك سيف فيه صرامة؟ " قال: "نعم" قال: "أرني سيفك أنظر إليه أصارم هو؟ " فأعطاه إياه، فهزه البراض ثم ضربه به فقتله, ووضع السيف خلف الباب.

وأقبل على الغنوي فقال: "ما وراءك؟ " قال البراض: "لم أر أجبن من صاحبك، تركته قائما في الباب الذي فيه الرجل -والرجل نائم- لا يتقدم إليه ولا يتأخر عنه" قال الغنوي: "يا لهفاه! لو كان أحد ينظر راحلتينا" قال البراض: "هما علي إن ذهبتا" فانطلق الغنوي والبراض خلفه حتى إذا جاوز الغنوي باب الخربة, أخذ البراض السيف من خلف الباب ثم ضربه به حتى قتله. وأخذ سلاحيهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015