سنتها:

من الصعب تعيين سنة هذه الحروب؛ لما ورد فيها من تضارب الروايات، فقد أجمعت المصادر على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حضرها بنفسه، ثم افترقت فرقتين: فابن هشام ومن تابعه يجعلون سن الرسول لما حضرها أربع عشرة سنة، ومنهم صاحب العقد الفريد الذي يروي في ذلك حديثا هذا نصه: "كنت أنبل على أعمامي يوم الفجار, وأنا ابن أربع عشرة سنة". وابن إسحاق ومن تابعه -ومنهم: صاحب القاموس والأصفهاني وابن سعد- جعل سنه حينئذ عشرين سنة. وهناك غموض آخر اشترك فيه الفريقان معا, وهو أن أيام الفجار الآخر تفرقت على أربع سنين، ففي أيتهن كان عمره أربع عشرة أو عشرين؟ وأنا لم أهتد بعد إلى الحق الذي لا حق غيره في هذه الروايات. ونبله -صلى الله عليه وسلم- على أعمامه فسر بوجهين: أما صاحب العقد الفريد فقال: أنبل بمعنى: أناولهم النبل وهو خلاف ما ذهب إليه ابن هشام في سيرته من أن معناه أنه كان يرد عنهم نبل عدوهم. إلا أن تعدية الفعل بـ "على" ترجح التفسير الأول, فقد جاء في القاموس: نبل عليه: لقط له النبل, وروى الحديث "في مادة فجر" -وكذلك رواه ابن سعد- على هذه الصيغة: "كنت أنبل على عمومتي يوم الفجار، ورميت فيه بأسهم، وما أحب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015