وهم تجار, لا يستغون عن بلد"1.

وهذا صريح في إشفاق قريش من كل ما يعكر أمن تجارتها وقد أذعنت للتهديد حتى كادت تسلم أحد أفرادها، وهو شيء لا تسمح به العرب أبدا حتى تفنى عن آخرها. وبهذا عرفوا، وما كانت قريش لتخرج على ذلك لولا الضرورة الملحة, ولولا أنها تهدد موردها الوحيد وهو التجارة.

أيام الفجار أربعة. وإنما نريد هنا الكلام على الفجار الآخر أي: الرابع؛ لأنه هو الذي أدى إلى الحروب، وهو الذي كان سببه التزاحم على الكسب والتجارة, أما بقية الأيام فستمر بها عند الكلام على عكاظ.

وقد سميت بالفجار؛ لأنها وقعت في الأشهر الحرم وهي الشهور التي تعظمها العرب وتحرم فيها القتل والقتال فيما بينها. فلما خرج المتحاربون فيها على شريعة العرب كانوا فاجرين2 بذلك, وأيامها خمسة تفرقت على أربع سنين. وها نحن أولاء نأتي عليها بالتفصيل الممكن, معتمدين فيه على الأغاني وبلوغ الأرب, وعلى العقد الفريد خاصة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015