تاجرا1, واستفاض لهم غنى عريض وثروة واسعة حتى كثر منهم الأجواد وغزرت عطاياهم وقصدهم العفاة وأصحاب الحاجات, وكان من ذلك ما نقرؤه من أخبار جودهم الكثيرة في العقد الفريد والأغاني وغيرهما من الأمهات.

ولم تكن النساء القرشيات لتقصر عن الرجال في هذا المدى, بل كان منهن من اتسعت ثروتها من التجارة حتى فاقت كثيرا من الرجال. ولعل السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين خير مثال نقدمه على ذلك: فقد كانت من أكبر تجار قريش وأكثرهم مالا وأوفرهم غنى، وكانت في حسب ومقام رفيع في قومها، مع مزايا في أخلاقها طيبة. كانت تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم. ترسل بأموالها إلى الشام, وإلى عكاظ وحباشة وغيرهما من أسواق العرب, وكثيرا ما كانت ترجع هذه الأموال بربح وافر. وذكروا أن عير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015