اسواق الذهب (صفحة 43)

في موكب غير ذي صوت، أضفى عليه جلاله الموت؛ أنت فيه جد في لعب، وصدق في كذب؛ لك فيه علو المتبوع في التبع، واللواء في الخميس والخطيب في الجمع، بيد أن ذلك لا يمنعك من الأرض، ولا ينفعك يوم العرض، لست والله صاحب الآخرة، وإن كنت صاحب الجنازة الفاخرة حتى تشيع بيتيم بعدك مضيع، أو بائس من ورائك يائس، أو وطن يبكيك عقلاؤه، ويضج عليك فضلاؤه، ويمشى بنورك أبناؤه، ويضيء حفرتك ثناؤه، انظر-رحمك الله- هل ترى غير باك كضاحك المزن، ليس وراء دمعه حزن؟ أو وارث مشغول بما ملك، أو فضولي يسأل كم ترك؟ زخرف جنازة، وينفض دون المفازة، وضجة الخروج إلى الدنيا وزورها، وآخر عهدك بباطل الحياة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015