هو أول منزل من منازل الآخرة. وفي الرسالة " وأرواح أهل السعادة باقية ناعمة إلى يوم يبعثون " أي منعمة برؤية مقعدها في الجنة. وفي الحديث: " المؤمن في قبره في روضة خضراء، ويوسع له قبره سبعين ذراعا، ويضيء حتى يكون كالقمر ليلة البدر " اهـ، ومن نعيم القبر توسيعه، وجعل قنديل فيه، وفتح طاقة فيه من الجنة وملؤه خضرا أي نعيما، روضة من رياض الجنة اهـ النفراوي.
واختلف العلماء في مقر الروح من الشخص حال الحياة، والصواب عدم العلم بحلها من البدن، لقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء: 85] أي مما انفرد بعلمه.
وأما مقرها بعد الموت وقبل القيامة، قال النفراوي: فمختلف فيه، فمقر أرواح الأنبياء الجنة، ومقر أرواح الشهداء في أجواف طيور خضر ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش. ومقر أرواح غيرهما البرزخ، والمراد به هنا الحاجز بين الدنيا والآخرة، وله زمان وحال ومكان، فزمانه من حين الموت إلى يوم القيامة، وحاله الأرواح، ومكانه من القبر إلى عليين لأرواح أهل السعادة.
وأما أرواح أهل الشقاوة فلا تفتح لهم أبواب السماء، بل هي في سجين معذبة تحت الأرض السابعة. والدليل على جميع ذلك ما في الصحيح من أنه صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مات أحكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل
الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال هذا مقعدك إلى أن يبعثك الله ".
ومما يجب اعتقاده والإيمان به أن للمؤمنين والأولياء نورا ساطعا في قبورهم ونشورهم إلى دخولهم الجنة، نسأل الله أن يجمعنا من أهل النور يوم القيامة مع أئمتنا