تلميذ الشافعي. وكفى الشافعي شرفا أن مالكا شيخه.

وأما أبو حنيفة فذكر غير واحد أنه لقى مالكا وأخذ شيئا من الحديث، فهو شيخ الكل، وإمام الأئمة، وكلهم على هدى وتقى، وعلم وورع وزهد اهـ.

وأما أصحاب المذاهب غير الأربعة وليس لمذاهبهم ذكر اليوم، وأدخلت في الأربعة المشهورة، ذلك كمذهب سفيان الثوري، والحسن البصري،

وعبد الله بن المبارك، وإسحاق بن راهويه، وأبي ثور، والنخعي، وداود بن علي إمام الظاهرية، والليث بن سعد، وسعيد بن المسيب، والأوزاعي وهؤلاء كلهم اندرست مذاهبهم. رحمهم الله تعالى أجمعين.

وأما مذهب الإمام فإنه انتشر وشاع في الأقطار كشمس الضحى، وهو الذي اختاره أهل المغرب قاطبة من أهل الأندلس وفاس وبعض أهل مصر وسائر الأمصار في المغرب الأقصى إلى بلاد السودان وبعض أهل العراق ومنهم المصنف؛ لأنهم كانوا يقتدون بإمام دار الهجرة توفيقا من الله تعالى وتصديقا لقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم لأهل المغرب: " لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ".

ثم دعا المصنف للإمام بقوله: " قدس الله روحه ونور ضريحه " قوله: قدس أي نزه وطهر، وقوله ضريحه أي قبره: والمعنى أنه دعا وسأل الله تعالى بلسان التضرع والابتهال أن يطهر وينزه روح الإمام في حياته البرزخية لأن الإنسان إذا انتقل من الدنيا محتاج للدعاء ولو كان في النعيم، خصوصا بتقديس روحه وتنوير قبره الذي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015