7 - معروف أن هناك فلسفات أجنبية ونزعات إِلحادية تسربت إِلى الأمة الإِسلامية في كبوتها التاريخية الماضية، وطبيعي أن تتعرض الخطبة إِلى درء هذه المفاسد النفسية عن أبناء الأمة، ووظيفة الخطبة في الإِسلام عندئذ أن تتجنب الأخذ والرد والجدال السيئ. . . ولكن تعرض الحقائق الإِيجابية في الإِسلام بقوة، وترد على الشبهات دون عناية بذكر مصدرها لأن المهم هو حماية الشريعة الإسلامية. . وليس المهم تجريح الآخرين وإِلحاق الهزائم بهم.
8 - قبل أن يواجه الخطيب الجمهور ينبغي أن تكون في ذهنه صورة بينة لما يريد أن يقوله. بل يجب أن يراجع نفسه قبل الكلام ليطمئن اطمئناناً إِلى صحة القضايا التي سوف يعرضها، وإِلى سلامة آثارها النفسية والاجتماعية.
وعليه أن يتثبت من الأدلة والشواهد التي يسوقها في معرض الحديث فإِن كان قرآنا حفظه جيداً وِإن كان سنة رواها بدقة، وإِن كان أثراً أدبياً أو خبراً تاريخياً فإِن توفيقه يكون بحسب مطابقته أو اقترابه من الأصل المنقول عنه.
إِن التحضير المتقن دلالة احترام المرء لنفسه ولسامعيه، وقد تَفْجأ الإِنسان مواقع يرتجل فيها ما يلقى به الناس ويصور ما بنفسه.
والواقع أن القدرة على الارتجال تجيء بعد أوقات طويلة من الدربة على التحضير الجيد وعلى تكوين حصيلة علمية مواتية لكل موقف. ومع ذلك فإن المهارة في الارتجال لا تغني عن حسن التحضير للعالم الذي