بشيء طائل، وخطبة الجمعة ليست درسا نظريا بقدر ما هي حقيقة تشرح وتغرس.

2 - عناصر الخطبة يجب أن يسلم أحدها إلى الآخر في تسلسل منطقي مقبول، كما تسلم درجة السلم إِلى ما بعدها دون عناء بحيث إِذا انتهى الخطيب من إِلقاء كلمته كان السامعون قد وصلوا معه إلى النتيجة التي يريد بلوغها. وعليه أن ينتقي من النصوص والآثار ما يمهد طريقه إِلى هذه الغاية.

3 - ولما كانت الخطبة الدينية تنسج من المعاني الإسلامية المستمدة من [الكتاب والسنة] وآثار السلف الصالح فإن لحمتها وسداها يجب أن يكون من الحقائق المقبولة، وفي آيات القرآن الكريم، ومعالم السنة المطهرة متسع يغني في الوعظ والإِرشاد. ولذلك لا يليق أن تتضمن الخطبة الأخبار الواهية. . .

وفي الأحاديث الصحيحة والحسنة مجال رحب للخطيب الفاقه. في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين والأئمة المتبوعين ما يغني عن الأساطير والأوهام.

4 - لا يجوز أن تتعرض الخطبة للأمور الخلافية، ولا أن تكون تعصبا لوجهة نظر إِسلامية محدودة. . فإِن المسجد يجمع ولا يفرق، ويلم شمل الأمة بشعب الإِيمان التي يلتقي عندها الكل دون خوض في المسائل التي يتفاوت تقديرها، وما أكثر العزائم والفضائل التي تصلح موضوعاً لنصائح جيدة وخطب موفقة. وقد شقي المسلمون بالفرقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015