الجمعة دعوةً إِلى أصول الخير وفروعه، ونهياً وتحذيراً من الشر أصوله وفروعه، ودعوة إِلى الإسلام في عقيدته وشريعته وأخلاقه.
* من الفقه عن الله عز وجل وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- أيضا أن يبتعد الخطيب عن إِيراد الروايات المكذوبة على رسول الله والواهية، مكتفيا بالثابت بمختلف درجاته. سواء فيما يتعلق به هو، أو فيما يتعلق بالمستمعين إِليه والمصلين معه.
ليس كل موضوع يَصْلح أن تكون فيه خطبة، والخطيب الفقيه هو الذي يقدّر ذلك.
ولعل من المناسب في إِطار هذه الفقرة من الموضوع، أن أنقل عددا من التوجيهات حول صفات الخطيب، وأسلوب الخطبة وصفاتها المطلوبة، عن بعض من بحث هذا الموضوع، فإِليك - أيها القارئ الكريم - تلك التوجيهات المختارة:
يقول الشيخ محمد الغزالي: 1 - يحسن أن يكون لخطبة الجمعة موضوع واحد، واضح غير متشعب الأطراف ولا متعدد القضايا، فإن الخطيب الذي يخوض في أحاديث كثيرة يشتت الأذهان ويتنقل بالسامعين في أودية تتخللها فجوات نفسية وفكرية بعيدة، ومهما كانت عبارته بليغة، ومهما كان مسترسلا متدفقا، فإنه لن ينجح في تكوين صورة واضحة الملامح لتعاليم الإسلام.
والوضوح أساس لا بد منه في التربية. والتعميم والغموض لا ينتهيان