أجابوا بقولهم: «الحمد لله رب العالمين، قولنا فيها ما قال الله ورسوله، وما أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها من أصحاب رسول الله، ومن اتبعهم بإحسان، وهو الإقرار بذلك، والإيمان من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، كما قال الإمام مالك لما سئل عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] [سورة طه، آية: 5] ، كيف استوى؟ فأطرق الإمام مالك وعلته الرحضاء - يعني العرق - وانتظر القوم ما يجيء منه، فرفع رأسه إليه، وقال: الاستواء مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وأحسبك رجل سوء، وأمر به فأخرج، ومن أوّل الاستواء باستيلاء فقد أجاب بغير ما أجاب به مالك، وسلك غير سبيله، وهذا الجواب من مالك في الاستواء شاف كاف، في جميع الصفات مثل النزول والمجيء واليد والوجه وغيرها، فيقال في النزول: والنزول معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، وهذا يقال في سائر الصفات الواردة في الكتاب والسنة» (?) .
وقال الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى في كتابه (تنبيه النبيه والغبي في الرد على المدراسي والحلبي) عن معتقد السلف الصالح في هذا الباب، ردًا على من رماهم بالتشبيه:
«وسئل الشيخ: حمد بن ناصر بن معمر - رحمه الله تعالى -: وما قولكم أدام الله النفع بعلومكم، في آيات الصفات والأحاديث الواردة في ذلك، مثل قوله: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10] [سورة الفتح، آية: 10] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا» (?) وقوله صلى الله عليه وسلم: «قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن» (?) إلى غير ذلك مما ظاهره يوهم التشبيه؛ فأفيدونا عن اعتقاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - تعالى في ذلك؟ وكيف مذهبه؟ ومذهبكم من بعده؟ هل تمرون ما ورد من ذلك على ظاهره، مع التنزيه؟ أم تؤولون؟ ابسطوا الكلام على ذلك، وأجيبوا جوابًا شافياً، تغنموا أجرًا وافيًا» (?) .