والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة» (?) .
وقد بين الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب مذهب السلف الصالح في كتابه (جواب أهل السنة في نقض كلام الشيعة والزيدية) قائلا: «مذهب السلف الصالح رحمهم الله: إثبات الصفات وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها؛ لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، وإثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية، وعلى هذا مضى السلف كلهم، ولو ذهبنا نذكر ما اطلعنا عليه من كلام السلف في ذلك لخرج بنا عن المقصود في هذا الجواب، فمن كان قصده الحق وإظهار الصواب اكتفى بما قدمناه» (?) .
ولما سئل أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ حمد بن ناصر بن معمر، عن آيات الصفات الواردة في الكتاب، كقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] [سورة طه، آية: 5] ، وكذلك قوله: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] [سورة طه، آية: 39] ، وقوله: {أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] [سورة طه، آية: 46] وقوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64] [سورة المائدة، آية: 64] ، وقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] [سورة ص، آية: 75] ، وقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22] [سورة الفجر، آية: 22] ، وقوله: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67] [سورة الزمر، آية: 67] ، وغير ذلك في القرآن.
ومن السنة قوله: «قلب العبد بين إصبعين من أصابع الرحمن» (?) وكذلك النفس، وقوله: «إن ربكم ليضحك» (?) وقوله: «حتى يضع رجله فيها فتقول قط قط» (?) وغير ذلك مما لا يحصره هذا القرطاس، وعلى ما تحملون هذه الآيات وهذه الأحاديث؟