وفي الطائف، قبر ابن عباس - رضي الله عنهما - يفعل عنده من الأمور الشركية التي تنكرها قلوب عباد الله المخلصين، وتردها الآيات القرآنية، وما ثبت من النصوص عن سيد المرسلين، منها: وقوف السائل عند القبر، متضرعًا مستغيثًا، مستكينًا، مستعينًا، وصرف خالص المحبة، التي هي محبة العبودية، والنذر، والذبح لمن تحت ذاك المشهد، والبنية.

وأكثر سوقتهم وعامتهم يلهجون بالأسواق: اليوم على الله وعليك يا ابن عباس، فيستمدون منه الرزق، والغوث، وكشف الضر، وذكر محمد بن الحسين النعيمي الزبيدي - رحمه الله -: أن رجلًا رأى ما يفعل أهل الطائف، من الشعب الشركية، والوظايف، فقال: أهل الطائف لا يعرفون الله، إنما يعرفون ابن عباس، فقال له بعض من يترشح للعلم: معرفتهم لابن عباس كافية؛ لأنه يعرف الله.

فانظر إلى هذا الشرك الوخيم، والغلو، ووازن بينه وبين قوله {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186] [سورة البقرة، من الآية: 186] وقوله جل ذكره: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18] [سورة الجن، آية: 18] وقد «لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليهود والنصارى، باتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد» (?) يعبد الله فيها، فكيف بمن عبد الصالحين، ودعاهم مع الله، والنصوص في ذلك لا تخفى على أهل العلم.

كذلك ما يفعل بالمدينة المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، هو من هذا القبيل، وفي بندر جدة ما قد بلغ من الضلال حده، وهو: القبر الذي يزعمون أنه قبر حواء؛ وضعه لهم بعض الشياطين.

وكذلك مشهد العلوي، بالغوا في تعظيمه، وخوفه، ورجائه؛ وقد جرى لبعض التجار أنه انكسر بمال عظيم لأهل الهند، وغيرهم، وذلك في سنة عشر ومائتين وألف؛ فهرب إلى مشهد العلوي مستجيرًا، ولائذًا به، مستغيثًا؛ فتركه أرباب الأموال، ولم يجاسر أحد من الرؤساء والحكام على هتك ذاك المشهد، واجتمع طائفة من المعروفين، واتفقوا على تنجيمه في مدة سنين، فنعوذ بالله من تلاعب الفجرة والشياطين.

وأما بلاد: مصر، وصعيدها، وفيومها، وأعمالها، فقد جمعت من الأمور الشركية،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015