فأما بلاد نجد: فقد بالغ الشيطان في كيدهم، وكانوا ينتابون قبر زيد بن الخطاب، ويدعونه رغبًا ورهبًا، ويزعمون أنه يقضي لهم الحوائج، وكذلك عند قبر يزعمون أنه قبر ضرار بن الأزور، وذلك كذب ظاهر وبهتان.

وكذلك عندهم: نخل - فحَّال - ينتابه النساء والرجال، ويفعلون عنده أقبح الفعال؛ والمرأة: إذا تأخر عنها الزواج، تذهب إليه، فتضمه بيدها، وتدعوه برجاء، وتقول: يا فحل الفحول، أريد زوجًا قبل الحول؛ وشجرة عندهم تسمى: الطرفية، أغراهم الشيطان بها، وأوحى إليهم التعلق عليها، وأنها ترجى منها البركة، ويعلقون عليها الخرق، لعل الولد يسلم من السوء.

وفي أسفل: بلدة الدرعية: مغارة في الجبل، يزعمون أنها انفلقت من الجبل لامرأة تسمى: بنت الأمير، أراد بعض الناس أن يظلمها ويضير، فانفلق لها الغار، كانوا يرسلون إلى هذا المكان من اللحم والخبز ما يقتات به جند الشيطان.

وفي بلدتهم: رجل يدَّعي الولاية، يسمى: تاج؛ يتبركون به، ويرجون منه العون، ويرغبون فيما عنده من المدد - بزعمهم - ولديه، فتخافه الحكام والظلمة، ويزعمون أن له تصرفًا، مع أنهم يحكون عنه الحكايات القبيحة الشنيعة التي تدل على انحلاله عن أحكام الملة، وهكذا سائر بلاد نجد، على ما وصفنا، من الإعراض عن دين الله، والجحد لأحكام الشريعة.

ومن العجب: أن هذه الاعتقادات الباطلة والعوائد والطرق قد فشت وعمت، حتى بلاد الحرمين الشريفين! فمن ذلك: ما يفعل عند قبر محجوب، وقبة أبي طالب، فيأتون قبره للاستغاثة عند نزول المصائب، وكانوا له في غاية التعظيم، فلو دخل سارق، أو غاصب، أو ظالم قبر أحدهما، لم يتعرض له أحد، لما يرون له من وجوب التعظيم.

ومن ذلك: ما يفعل عند قبر ميمونة، أم المؤمنين - رضي الله عنها - في سرف؛ وكذلك عند قبر خديجة - رضي الله عنها - يفعل عند قبرها ما لا يسوغ السكوت عليه، من مسلم يرجو الله، والدار الآخرة، وفيه: من اختلاط النساء بالرجال وفعل الفواحش والمنكرات وسوء الأفعال ما لا يقرّه أهل الإيمان، وكذلك سائر القبور المعظمة، في بلد الله الحرام: مكة المشرفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015