هي الحال بالنسبة لكل المصلحين لم يفهم محمد بن عبد الوهاب من قبل أصدقائه ولا من قبل أعدائه (?) فأعداؤه حينما سمعوا بفرقته الجديدة التي تهاجم انحراف الأتراك وتنظر إلى نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بغير نظرتهم التقديسية اقتنعوا بسهولة أن عقيدة جديدة قد اعتنقت، وأن الوهابيين لذلك ليسوا مجرد ضالين بل كافرين (?) وقد تأكد لديهم هذا الاعتقاد أولا بخداع شريف مكة غالب، وثانيا بنذير الخطر الذي حل بكل الباشوات المجاورين (?) .

فقد كان شريف مكة العدو اللدود لحكومة الوهابيين حريصا على توسيع شقة الخلاف بين هؤلاء وبين الإمبراطورية التركية، ولذلك نشر بمهارة متواصلة تقارير عن الوهابيين بأنهم كفار؛ ليحبط كل محاولة للتفاوض معهم (?) ولم يكن باشوات بغداد ودمشق والقاهرة القريبون من البدو المفزعين أقل حرصا منه على إظهار مخططات أعداء المفاسد التركية، وبالتالي العقيدة التركية، بأحلك الألوان " (?) .

" وبالإضافة إلى ذلك كانت هناك تقارير كثيرة من الحجاج الذين ذهبوا عن طريق البحر إلى جدة ومكة، وعانوا من غطرسة الجنود الوهابيين، ولم يسمح لهم بأداء الحج أحيانا، وبعد عودتهم إلى بلادهم بالغوا في تصوير ما عانوه، ومن المؤكد أن وصفهم للوهابيين لا يمكن أن يكون محايدا، ولذلك لم يكن غريبا أن أصبح من المعتقد في الشرق عامة أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015