يقال حينًا إن الوهابية حركة دينية غايتها إعادة الإسلام إلى صفائه الأول. وتعرف حينًا آخر بأنها حركة تطهير، يغلب عليها التشدد، وترفض - كالبروتستانتية - عقيدة تقديس الأولياء، وتكافحها كفاحًا لا هوادة فيه.

وكل هذا إنما هو محاولة لتعريف الوهابية ببعض صفاتها الثانوية المتفرعة عنها، كما رآها أعداؤها، أو كما أظهرها الغلاة من أتباعها. . .

ولا سبيل إلى فهم الحركة الوهابية وتعريفها تعريفًا صحيحًا، إلا بالرجوع إلى كتاب «السياسة الشرعية» ، لابن تيمية، ومتى فعلنا ذلك استطعنا أن نعرف الوهابية بأنها: حركة إصلاح وتجديد، سياسية ودينية، ترمي إلى إنشاء دولة إسلامية على الأسس التي أوردها ابن تيمية، في كتاب «السياسة الشرعية» .

وحسبنا أن نقرأ المجموعات التي نشرتها الحكومة العربية السعودية باسم: «مجموعة الرسائل والمسائل النجدية» حتى ندرك تمامًا أن الأفكار الوهابية مستمدة من «السياسة الشرعية» و «الحسبة» لابن تيمية، و «السياسة الحكمية» ، لابن القيم الجوزية.

رأينا (?) وعندنا أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: عودة إلى الإسلام في أول أمره ومطلع فجره، ومتى قلنا ذلك كفينا أنفسنا عناء الجدل العقيم.

ذلك أن من دعا إلى الإسلام الأول، فإنما يدعو إلى الإسلام كما كان يرى في المدينة، في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم في عهود الخلفاء الراشدين» .

إلى أن قال: «وحركة محمد بن عبد الوهاب هي حركة تجديد وتطهير: تجديد وإحياء لما أهمله المسلمون من أمور الإسلام وأوامره، وتطهير للإسلام مما أدخلوه عليه من الشركيات والبدع!

ولم تكن دعوة محمد بن عبد الوهاب دعوة «فيلسوف» معتزل في غرفته، ولكنها كانت دعوة زعيم مصلح، يكافح دون عقيدته، ويعمل لها بلسانه ويده، وبكل قلبه، وبكل عقله، وبكل جهده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015