إلى أن قال: «وقد أرَّخ ذلك مفتي مكة عبد الملك القلعي لما سأله مولانا الشريف غالب هل أرختم خروجهم فقال: قطع دابر الخوارج (?) » (?) .
وقفة حول هذه المفتريات والاتهامات: 1 - هذه المفتريات التي ذكرها صاحب كتاب «خلاصة الكلام» تعد أنموذجًا لأكثر ما قاله خصوم الدعوة والجاهلون بحقيقتها من خارج نجد، فهو قد التقط ما قاله السابقون له في الدعوة وإمامها، ومن جاؤوا بعده أخذوا عنه الكثير كذلك.
2 - أن ما ذكره من مفتريات حول الدعوة وإمامها وأميرها وأتباعها - غالبه من الكذب البيّن، وما قد يوجد فيه من معلومات صحيحة فهي محرَّفة ومصوَّرة بصورة الباطل، ومخرَّجة مخرج التلبيس والتهويل.
3 - أن المؤلف جمع هذه الاتهامات من الشائعات وما قاله الخصوم قبله كابن سحيم وابن عفالق والرافضة وغيرهم من أهل البدع والمعروفين بالعداوة الصريحة للدعوة وإمامها وأتباعها ودولتها.
4 - وعند إخضاع هذا المطاعن والمفتريات والاتهامات للنهج الشرعي والعلمي نجد أكثرها ساقطًا لما يلي:
أولاً: خلوها من الأسانيد أو نقل شهود العيان، وإن كان من الخصوم، وخلوها كذلك من التوثيق فلم ينقل عن كتاب معتمد أو رسالة أو خطبة أو مقالة أو نحو ذلك من المصادر الموثوقة.
ثانياً: أن الكاتب نفسه لم يعش تلك الحقبة التي تحدث عنها ولم يرو عن ثقاة ولا غيرهم.
ثالثاً: خلوها من الأدلة والبراهين والأمثلة والشواهد مطلقاً.
رابعاً: أن الواقع يشهد بخلافها فسيرة الإمام والأمير محمد بن سعود وأحفادهما ليست على ما ذكر.