[حال العالم الإسلامي أثناء قيام الدعوة]

حال العالم الإسلامي أثناء قيام الدعوة: لم تكن نجد بأسوأ حالًا من كثير من البلاد الإسلامية الأخرى، فقد كان العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الهجري الذي نشأ فيه الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب يعيش أوضاعًا سيئة للغاية من جميع الجوانب، الدينية والدنيوية.

وكان الإسلام قد عاد غريبًا كما أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء» (?) .

وتتجلى غربة الإسلام بمظاهر كثيرة سائدة منها:

- كثرة البدع والمحدثات، والأهواء والفرق والطرق.

- غربة أهل السنة المستمسكين بالحق، والمجانبين للبدع.

- وغلبة الجهل على عامة المسلمين، لا سيما الجهل بالعقيدة، ومهمات الأحكام.

- إعراض كثير من الناس عن الدين، لا يتعلمونه، ولا يعملون به، إلا ما يوافق الأهواء.

- شيوع التقليد الأعمى والتعصب المذهبي المقيت، إلى أن وصل الحال في المسجد الحرام وقبلة المسلمين أن افترق المسلمون في صلاة الجماعة، فصار أتباع كل مذهب يصلون وحدهم. وضعفت الدولة والسلطان، وأصبح غالب الناس فوضى لا سراة لهم، يسودهم السفلة والطغام، وأهل الأطماع والشهوات.

وأعرض الناس عن السنة وقل أهلها، وعاشوا حال الغربة، واستحكمت البدع وأهلها، وزالت مظاهر القوة والعزة والجماعة.

وتفرقت الأمة إلى أشلاء من الفرق المتفرقة، والطرق المبتدعة، والشعوب المتنافرة، والبلدان المتقاطعة.

مما أدى إلى استحكام العدو بالمسلمين، وتمكنه من تحقيق أغراضه في غزو عقائدهم وعقولهم وأفكارهم وديارهم، وتحكمه في مصالحهم وأحوالهم.

وأعظم أدواء المسلمين آنذاك وأخطرها إخلالهم بحق الله تعالى، حيث لم يخلصوا له العبادة، وكثر لدى الغالبية منهم التعلق بغير الله في الدعاء والاستعانة والاستغاثة والذبح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015