اسفار الفصيح (صفحة 833)

يكون للجمل بمنزلة الشفة للإنسان1، وجمعه مشافر. فهذا هو الصحيح الأكثر في2 كلام العرب أن يخصوا كل نوع من الحيوان في تسمية أعضائه باسم لا يشركه3 غيره للفرق بيها، وإن اختلفت هيئاتها في الرخاوة والصلابة واللين والرقة والصغر والعظم وغير ذلك، ومن الأعضاء ما أشركت4 العرب في التسمية بها بين بعض أنواع الحيوان وغيره وبين بعضها، ومنها استعارت بعضها لبعض على طريق التشبيه أو المدح، وأو الذم والعيب، فمن ذلك أنهم قالوا للإنسان مشفر أيضا، وذلك إما على طريق الضخم والغلظ، أو على طريق العيب والذم5، كما قال الفرزدق6:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015