اسفار الفصيح (صفحة 800)

مذ بمنزلة من ويفتح اللام، وكان سبيلها أن تكون مخفوضة، لأن أول لا ينصرف لاجتماع علتين فيه وهما وزن الفعل والوصف، فأول وزنه أفعل، وهو صفة اليوم1، وتقديره: ما رأيته مذ يوم أول من أمس2. وأمس: هو اسم لليوم الذي قبل [151/أ] يومك، وبني على الكسر لسكون ما قبل آخره. وأول هاهنا: هو اسم لليوم الذي قبل أمس، وأمس يتلوه.

قال ثعلب – رحمه الله -: (فإن أردت يومين قبل ذلك قلت: ما رأيته مذ أول من أول من أمس، ولم تجاوز ذلك) يعني: أنه لا يقال: إلا ليومين قبل أمس، فإن أردت ثلاثة أيام، أو أكثر قبل أمس، لم تنطق بشيء من ذلك، لأن العرب لم تتكلم به لطوله. وأما أول الذي بعد مذ هاهنا فيجوز في لامه الضم والفتح3 على ما ذكرته من التفسير، وأما الذي بعد من فلا يجوز في لامه إلا الفتح لا غير، لأن أول في موضع خفض بمن، وإنما فتحت اللام لأنه لا ينصرف على ما ذكرته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015