اسفار الفصيح (صفحة 798)

وقال ثعلب –رحمه الله -:

(والأنثى أسودة، ولا توصف بسالخة) .

قال أبو سهل: فأنكر ابن درستويه أسودة1، وكذلك أنكره أيضا الجبان، وقال: هذا شيء من قبل الكوفيين، لأن أسود إن كان وصفا فتأنيثه سوداء، وإن كان اسما غير وصف فلا لفظ منه لمؤنثه مختص2. وهذا الذي أنكراه على ثعلب – رحمه الله – لا يقدح فيما رواه عن علماء الكوفيين، ولو لم يصح له سماع ذلك منهم لما أثبته في كتابه، وإذا ورد الشيء المسموع عن من3 يوثق به تقبل ذلك، وإن كان خارجا عن القياس، ومع هذا فإن غيره من أهل اللغة أيضا قد حكى: رأيت أسودات كثيرة، أي حيات4، فجمع أسودة على أسودات.

وأما قولهم: "ولا توصف بسالخة" [150/ب] فإنه لما كانت أسودة لا تقال إلا لأنثى الأسود من الحيات خاصة دون غيرها استغنوا بتخصيصها بهذه التسمية عن وصفها بسالخة. وأما الأسود فإنه لما كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015