وفي آل عبرة مشايخ علم في عمان، وناهيك بالشيخ العلامة الكبير ماجد بن خميس، ولو لم يكن فيهم غيره لكفى، والشيخ خميس بن راشد، والد الشيخ ماجد، المعروف عند أهل عمان بذو الغبرا. وفيهم الآن الشيخ العلامة الملي الدراكة الذكي ابو اسحاق ابراهيم بن سعيد بن محسن، وغيره من أهل الأدب بعمان، وفي التاريخ المتقدم لآل عبرة صوت عالي في سماء الشرف، وذكر عطر في الفضاء العربي، ولله أبطال عبرة في عمان، ومنهم القاضي مالك بن محمد بن جهد، وقد نوهت بآل عبرة في كتابنا " العنوان " فلا نعيد الكلام هنا.
وآل عبرة بطون تكفل الشيخ العلامة ابراهيم بن سعيد بذكرهم تفصيلاً، وبذكر ديارهم وأعيانهم، في تبصرته الجامعة لأحوالهم. وقد كفانا ذلك، وله الفضل على ما ذكر، وله الشكر على ما حرر، فقد أعان به من شاء التحرير عنهم، وهو الآن أحد قضاة الحكومة في مسقط، وإليه ترجع مهمات الأثر فيها وهو بحق أعلم من فيها، والعلم عند الله.
ومن الأزد بعمان، آل نبهان بن كهلان بن نبهان بن محمد بن ابن نبهان بن عمر بن نبهان بن كهلان بن نبهان بن محمد بن عمر بن ذهل بن نبهان بن عثمان بن أحمد بن زياد بن خالد بن طالب بن علقمة بن شعوة بن قيس بن بشر بن زياد بن محمد ابن المغيرة بن زياد بن البحتري بن ذهل بن زيد بن كعب بن الكبيد بن الحارث بن العتيك بن الأسد بن عمران ابن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة بن الغطريف بن أمرىء القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن زاد الركب بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام. وكان بنو نبهان ملوكاًعلى عمان ردحاً من الزمن، وكان نزولهم بالجبل الأخضر منذ ثمانمائة سنة، وكان قبلهم يقال له جبل اليحمد. ويسمى رضوى باسم جبل في الطائف يقال له رضوى، لاجبل عمان على الصحيح الذي يسمى بهذا الأسم أيضاً، ويضاف إلى الأخضر. وقد كام ملوك آل يعرب كما أنهم من العنصر النبهاني قد أقبلوا على هذا الجبل فاستعمروه بأنواع الأشجار والغراس، وجلبوا إليه كل شيء محبوب، وفيه منفعة للأمة، فصار بآل يعرب جبلاً أخضر.
وكان قديماً حصن عمان المنيع، وقد ملك بنو نبهان عمان عهداً طويلاً، لم يزل الملك فيه من أيديهم إلا أعواماً يسيرة، ثم يعود إليهم، فمن قائل ملكوا عمان مرتين، ومن قائل مرة واحدة تسلسل الملك فيها قدر خمسمائة عام، وبعضهم يقول قدر مائتين وستين أو سبعين عاماً.
ولا أكثرية لبني نبهان هؤلاء إلا بيت الملك، ولعله لايقدر مناسبوهم الانتساب إلى نبهان لجبروت بهم، وإلا فليس من الصحيح أن قوماً يتولون الملك ثلاثمائة عام وزيادة أونحوها، ويمضي بهم الدهر أفراداً تعد الأنامل، ويستمر بهم الحال كذلك، فقد انفصل منهم آل يعرب، وأقاموا لهم عموداً، شهروا به، فلعل من تناسل منهم دخل في غيرهم، من حيث أنهم صاروا عائلة تقاسمت الملك وافترقت وطال بها العهد.
ومنهم الشيخ العلامة الفقيه مسعود بن رمضان أحد علماء دولة الأمام ناصربن مرشد رحمهم الله، وأكبر جهابذتها، وهو من أهالي نزوى.
زكام في أيام الصغر وصل إلي جدول في ملوك آل نبهان، وعاصمة كل واحد منهم في عمان، ومدة ملكه، وبقي ذلك الجدول عندي مدة ثم ضاع مني، وليتني وجدته الآن فافيد محبي الأطلاع على ذلك، فائدة يحسن السكوت عليها.