وسميت دومة الجندل بدومان بن اسماعيل عليه السلام، كان أول من نزلها فسميت به.

وسميت صنعا بصنعا بنأزال بن يعبر بن عابر.

كما سميت هجر بهجر بنت منكف من العماليق.

وسميت وج بوج بن عبد الحي من العماليق أيضاً.

وسميت نفوسة بالقوم الذين بها، أسلموا بأنفسهم فغلب على البلاد بعد ذلك.

وسميت الرها بالرها بن البلندى، من ولد مدين بن ابراهيم عليه السلام.

ومن هذا النحو سميت الطائيين بمن نزلها من قبائل طي.

وكذلك من هذا النوع سميت المعاول باسم القوم الذين نزلوا بها وكذلك البريمي سميت أخيراً تسمية نسبة إلى بريم احد تجارها، وكان اسمها في الاصل تؤام، بتاء مثناة من فوق بعدها واو فألف فميم.

وكذلك على ما قيل في عبرى ان اول من عمرها رجل عبري.

وجملة أمكنة كذلك في العالم من تتبعها وجد منها كثيراً.

وقد سميت الفرس عمان مزوناً وفيها يقول القائل العربي

إن كسرى سمى عمان مزوناً ... ومزون يا صاح خير بلاد

في ابيات مشهورة، وللعرب تفنن كغيرهم، بل ولكل قوم عرف واصطلاحات.

) وأما الثانية (: فاعلم ان المعرفة بعلم الآنساب مطلوبة، وتمييزاتالقبائل من بعضها لبعض امور مندوبة، لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية، كما يشير إلى ذلك القرآن الكريم في قوله) وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا (وهل يحصل التعارف الا بعلم النسب فيعرف به الرجل قومه وقرابته وعصبيته وهكذا.

ولا يخفى عليك أن تمييز بعض الناس من بعض تترتب عليه معرفة المواريث، ومن هو الوارث، ومن لاإرث له. والولاء في النكاح وبه يتقدم بعضهم على بعض، حتى ولاء العتق. وكذا معرفة مستحق الوقف لمعينين ومستحق وصية الأقربين ومن هم العاقلة في الدماء الذين يجب ان يطالبوا بها. وبعتبار النسب تعرف الأكفاء في النكاح ويعرف حسب المرأة بذلك كما أشار اليه قوله صلى الله عليه وسلم ": تنكح المرأة لحسبها " الحديث..، في كثير من الاحكام التي لامحل لهل هنا ولا اعتبار بقول بعضهم النسب علم لاينفع وجهل لا يضر. ولا يخفى ان اسم العرب يشمل سكان القرى وأهل البادية ويختص اسم البدو بالأعراب الرحل. ومن عدا العرب يشملهم اسم العجم وقد علمت مما سبق ان العرب كلهم يرجعون إلى أصلين لا ثالث لهما. وفي ابتداء الأمر كانت مساكن العرب الجزيرة المعروفة بشبه جزيرة العرب، الواقعة في وسط المعمورة، وأعدل أماكنها، وأفضل بقاعها من جميع النواحي، ولسنا الآن مشغولين بالتعريف لجزيرة العرب، فهي معروفة. وبتبيين معنى القبيلة من الشعب، والعمارة، والبطن، والفخذ، والفصيلة، ومن كان في الأصل فصيلة فصار فخذاً أو كان فخذاً فصار بطناً، أو بطناً فصار عمارة، أو عمارة فصار قبيلة، أوقبيلة فصار شعباً. وهكذا..، ولكن هذا مما تحويه المطولات التي تهتم بعموم الاحوال للعرب، كمساكنها، والأقطار التي يتفاهم أهلها بالعربية، ويتلقون ثقافة عربية. ومن كان في الاصل غير عربي فصار عربياً وهكذا..

ومما يهم، انتساب الرجل إلى القبيلة التي ينضم اليها بالحلف وبالولاء، فيقال فلان الفلاني بالحلف أو بالولاء. ويجوز معهم انتساب الرجل إلى قبيلته الاصلية وإلى القبيلة التي ينضم إليها أو إليهما معاً؛ كأن يقول فلان التميمي الأسدي، أو الوائلي النزاري، أو الأزدي الحميري، أو اليحمدي القحطاني، أو الأزدي الكهلاني، أو النبهاني الأزدي، أو الأزدي النبهاني، وهكذا..

وقد تنسب القبيلة إلى الأم كما تنسب إلى الأب، فيقال خندفي، والسلولي، والبجلي، إذا انتسب إلى خندف، وسلول، ومجيلة وهكذا..

وربما سميت القبيلة بلقب له سبب كغسان، وبني أنفتاقة ونحو ذلك..ويقال للقبيلة آل فلان كما يقال بنو فلان وأولاد فلان وهكذا..وربما أسقطوا الأب وانتسبوا إلى الجد وهوكثير فاشٍ، واليه يشير قوله صلى الله عليه وسلم " أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015