ومن النزار بعمان أل محرز، ويقال لهم أولاد محرز، هم قوم من وائل، على شهير النسب عند أهل عمان، وهم كذلك يقولون. وأولاد محرز كرام أمجاد. ولهم بلدة بعد بفتح الباء الموحدة وسكون العين المهملة آخرها دال مهملة، وثقع بعد بين آل حبس وآل همدان، وآخر زعمائهم الشيخ خلفان بن سرحان، الذي أبتلي فاعتقلته حكومة مسقط، أيام الامام سالم ابن راشد الخروصي وغربته إلى الهند، كغيره ممن غربتهم بدعوى أنهم جواسيس، وأبلى خلفان بن سرحان بلاءً كبيراً، وآخر الأمر أطلق سراحه وعاد إلى رئاسته في قومه، وكان من أفاضل الزعماء لولا عدم العلم معه، وكانت صداقته الخاصة، كبقية عشيرته لآل المسيب معروفة، ولهم فيهم مودة ومكانة لاينكرها المشار اليهم، وعند الامتحان يكرم المرء أويهان، وآل محرز أصدقاء خاصون لآل المسيب دون غيرهم.
ومن النزار بعمان بنو هميم، وهم نت هميم عتزة بنأسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، دخلوا في بطون عبس وليسوا منهم وليسوا منهم. ومنهم كدام بن حيان المشهور، وقيل أن بني هميم من هميم بن معن بن مالك بن فهم، ولعلهم فرقتان كسائر الفرق المتسامية، والله أعلم أي النسبين أصح، والأشه أن يكونوا فرقتين ألاولى ذكرها المؤرخون وأهل الأنساب؛ والثانية ذكرها العمانيون في سيرهم، ومنهم الآن بطن في حبس، أي في بني رواحة، ولعل هذا القول أصح، وأهل عمان أعرف بأصولهم، وأعلم بأنسابهم، وأهل مكة أدرى بشعابها، وغالب أهل عمان يتدارسون أنسابهم جيلاًعن جيل، قيأخذها الأبناء عن الآباء بأسبابها، وفي المنتقلة بأسباب انتقالها، وفي عمان وخصوصاً ببلد الرستاق، وبنو همام ولعلهم من أولاد همام المشهور في وائل.
ومن النزارية بعمان القواسم، وهم الذين يسميهم الاجانب الجوازم بأبدال الالقاف جيماً وبأبدال السين زاياً، على لغة البداوة العمانية، فأخذها الكتاب بذلك النحو، وعلى تلك اللهجة، وهم حسب ما يظهر لنا في نسبهم من القواسم بن شعوة المزني، وهم بنو أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ومزينة أمهم نسبوا أليها، ومن مزينة رجال معدودون، منهم النعمان بن مقرن، وزهير بن أبي سلمى الشاعر، ومعن بن أوس الشاعر، وأياس بن معاوية القاضي، وفيهم يقول القايل:
متى أدع في أوس وعثمان تأتني ... مساعير قوم كلهم سادة دعم
هم الأسد عند البأس والحشد في القرى ... وهم عند عقد الجار يوفون في الذمم