ومن النزار بعمان بنو عادي، فهم من عادية بن عامر بن صعصعة بن بكر بن هوازن، وهؤلاء غير كثيرين بعمان، اوانهم دخلوا في قبائلها وهو الواضح، وتوجد منهم بقية في القريات في الساحل الشرق، وهم قوم أمجاد، ومنهم الشيخ مالك الذي بنى المسجد المعروف في قريات بمسجد الشيخ مالك، ولهم في قريات رئاسة قديمة، ولعدم حفظ الانساب وتدوينها في عمان اختفى كثير من انساب أهلها، بل الاكثر، ألا ماشاء الله بقي محفوظاً، والامر لله.
ومن النزار بعمان بنو خالد، وهم من خالد بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وبقية النسب قد مر عليه غير مرة.
وبنو خالد نزلوا الوادي المعروف بوادي بني خالد، في القسم الشرقي من عمان، فاضيف " الوادي " أليهم، وعرف بهم، كوادي بني رواحة، ووادي المعاول، ووادي الجهاور، ووادي بني غافر، ونحوها. ولهذا الوادي، أي واديبني خالد، أيام ملوك بني نبهان صولة وطولة، ولا يزال يستعصي على الامراء والملوك، وله تاريخ مهم، وكانوا أهلهميعتمدون على صعوبة الجبال والعقبات التي تحيط به متمنعين بها، ولكن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوهاوجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون.
ولا تعصم الجبال والقلاع ممن إذا قال فعل، وقد تخلى بنو خالد عن هذا الوادي، ولم يبقى لهم فيه ألا أسمه، ولكنهم الآن موجودون في أطراف الباطنة الغربية أفراداً، وخصوصاً بلوى في العهد الخالي، ولعلهم حتى الآن كذلك.
وبنو خالد فيهم من المشاهير الرجال من ذكرهم التاريخ، كابن حميد بن محمد بن عثمان، كان أحد الصناديد النهابة مع ناصر بن قطن الهلالي، أيام الامام ناصر بن مرشد اليعربي رحمه الله، وقد ذكرنا بني عوف بن عامر صعصعة، فهؤلاء الذين حضرنا ذكر نسبهم بعمان من خصوص عامر صعصعة.
ومن النزار بعمان بنو تميم بن أد بن طابخة بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهم قوم موجودون بعمان باقون على نسبهم الاصلي، لم ينتسبوا إلى فروع تميم التي نذكرها ومنهم سالم بن حمدان بن بهلى من الاعيان وقبائل تميم وبطونها كثيرة بل أكثر العرب ولذلك يقول بعضهم: لولا تميم لانكفأت الأرض باهلها ولكن أغلبية تميم في عمان قل وجودها بل يوجد منها بطون أكثرهم دخلوا في القبائل العمانية كما سوق تقف على ذلك أنشاء الله.
ومن النزارية بعمان المحاريق وهم قوم من نميم من بقايا القوم الذين أحرقهم الملك التبعي أيام سلطته عليهم، ومنازلهم بعمان " أدم " على وزن " علم ".جبل. وهم عريقون فيها، ويشاركهم فيها سابقاً الجنبة، وهم وأياهم كانوا عصبة واحدة. وفي الأمثال العمانية: " القاتل جنيبي والشاهد محروقي "، ولهم أدم رئاسة وسياسة، ويرأسهم فيها في هذه العصور الاخيرة آل علي بن خميس وأبناء عمه، ومنهم العالم الزاهد الشيخ درويش بن جمعه، صاحب الثبيان والدلائل، أحد قضاة الدولة اليعربية في طليعة شبابها، ومنهم القاضي سيف بن هلال. وللمحاريق فضل وشرف، وناهيك بشرف تميم في العرب جاهلية وإسلاماً. ويوجد منهم، أي المحاريق، فريق ببهلى وأفراد في بلدان أخرى من عمان.
ومن النزار بعمان بنو مقاعس، وهو لقب الحرث بن عمرو ابن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وهم المعروفون في الباطنة بالمجاعسة بأبدال القاف جيماً، على قاعدة البادية العمانية، وفي الباطنة موجودون معنوياً وحساً، ومنهم قيس بن عاصم سيد أل الوبر، وأكرم بقيس في شرفه وعزته. ومنهم عمرو بن الاهتم، وأبناء عمه، وذراريهم، كشبيب بن شيبة بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم، وآل الأهتم بيت بلاغة في الجاهلية والأسلام، بأجماع أهل الأدب. ومن بني مقاهس الأمام عبد الله بن أباض أمام الأباضية، ومنهم عبد الله ابن الصفار، أمام الصفرية. وفيمقاعس رجال كمل، وأحرار أكابر، وأعيان يشار أليهم بالبنان، ولكنهم في عمان قليلون، مستضعفون، في مصاف القبائل المجاورة لهم، وكم مثلهم في ذلك. وهؤلاء بنو الجلندى كانوا ملوك عمان جاهلية واسلاماً، وأولئك اليعاربة في أئمتهم العظماء وملوكهم الكرماء. وفس على ذلك غيرهم، ولا يضر ذلك في شرفهم الاصلي المعروف، وفضلهم التميمي المشهور، فأن في تميم من رجال المجد أقيالا، ومن صناديد الشرف أبطالاً.