وحبس ومسيب لقبان غلبا على هذين الرجلين، ونزل آل حبس وآل المسيب جانباًمن شرقية عمان، ومن أخص بلدانهم في ألايام الخالية الروضة، وهي كأسمها أذ ذاك روضة غناء، وارفلة الظل، حتى وقع ما وقع بين حبس ونسيب ونزغ الشيطان بينهم، فاغرى بعضهم على بعض، في فتنة أهلية بالروضة، كما نزغ بين عبس وذبيان في قضية داحس والغبرا، كما أوقع الشر بين بني بكر وبني تغلب في قضية البسوس، حتى أفنت الحرب رجالهم، وثارت حبس حين رأت الغلبة عليها، فحالفت اليمانية في شرقية عمان، كآل الاسود، وآلالحارث بن كعب بن اليحمد، وآل حجر، ومن تصعب لهم، وفعلاً هاجموا أخوتهم آل المسيب، باغتين لهم في مأمنهم، حتى تمكنوا منهم، وأخذوا ثارهم، حسب قصدهم الذي اجتمعوا له، فكانت الغلبة لهم، وتولوا أمر الروضة، عاضين على زمامها، متمركزين فيها، بسلطة مؤلفة من تلك القبائل المشار أليها، واستعر العداء بين الفئتين، ولعب الشيطان فيهم، حتى باعد بين الحيين، وفرق بين الفئتين، وحتى تناسى القوم ما بينهم من الاواصر، وأهملوا ما بينهم من الحقوق، ورضي آل حبس أن يكونوا يمانية بالحلف، ولم ترض آل المسيب بذلك، مع أنه غضب لهم من أبناء عيصهم أناس ووعدوهم برد الكرة على حبس قلم يقبل آل المسيب أن يتقلدوا منة قبيلة اخرى، في الانتقام من آل حبس، وتفرق آل المسيب في بلدان اخرى، ومنها بلدان وادي سمائل، واحتلوا بلدة نفع، متعاضين بها عن روضتهم، وسموا أمكنة لهم بالروضة بأسمائها في نفعا، كالبليدة، والعاو ونحوها، بدلاًمن بليدة الروضة والعلو الذي لهم بها، وذلك فيما أحسب أيام ملوك بني نبهان، فاما آل حبس فلم يزالوا على منزلهم من الروضة والمضيبي وتوابعها، وآل حبس شرف في قبائل الشرقية، وهم حجة، وقد اقتتلوا فيما بينهم في هذه الأيام الاخيرة، خصوصاً بالمضيبي، ووقع بينهم الشر، حتى افنى رجالهم الكمل، وعطل عيشهم الخضل، وأمحل ربعهم الخصب، وأذا كان هذا فيما بينهم، فكيف في ما بينهم واخوتهم آل المسيب؟ وقد تردد عليهم الساعون في صلحهم ففشلوا، حتى باغت الحال بهم إلى أستشعار الهوان الذي لا تقوم بعده قناتهم، وفيهم أنشأ شاعر عمان الشيخ ابن شيخان قصيدته السينية التي مطلعها: ذكرت أسىً وبعض الذكر ينسي ...

وهي كفياة بأيضاح هذه الفتنة العمياء.

فحبس بن شهاب والمسيب بن شهاب. ومن حبس الشاعر راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العقري الأعمى، شاعر دولة آل يعرب، الذي وضع ترجمته الامام لبسالمي رحمه الله، في الجزء الثاني من تحفته، وبحث المؤلف أي مؤلف الترجمة في مقاله الذي يخبر فيه عن نسبه وعن عشيرته، وعلق عليه بما ليس له علاقة بمقامه، حتى نسب أليه الجهل بأصله، وأنما الرجل غير مخطىء في مقاله، فهو الحبسي بحسب ما يشمله علم هذه القبيلة، وهو ازدي بحسب التداخل العماني فالرجل لم يخطىء ولم يخلط كما نسب أليه، وانما في الحبوس من الازد بطن مهم وهم الغساسنة، والغساسنة قوم من اليمن من خصوص الازد، وعليه يحمل قول الشاعر الحبسي.

وليس ذلك بالعجيب في عمان، فأنه موجود في عدة قبائل كآل صالح بن علي بن آل الحارث بن كعب بن اليحمد، وليس منهم كما عرفت، وهذه كتبهم وأوراقهم حسب العرف العماني العام وهؤلاء آل الخليل لولا الامامة التي قامت في هذه الايام فأبرزت أسم الخليلي من مظانه، وأخبرت أنه من العنصر الخروصي، والشيء إذا طال عليه العهد أختفى، والله أعلم ولولا ذلك، لما كان أسم الخليلي معروفاً ألا شيخ بني رواحة، وبني رواحة معروفون أنهم من عبس، وعبس من نزار، هكذا فتختفي الاحوال على مر الايام والليالي.

وهؤلاء شيوخ بني جابر ليسوا من ذبيان بل هم من غنيم وكذلك شيوخ الطوا، الذين هم أولاد سعيد علي المشهورون أنهم من آل الصلت بن مالك.

وكذلك شيوخ بني بو علي في جعلان، ليسو من نفس القبيلة، أنما هم صلوت من أهل حلم، دخلوا في بني بو علي وتولوا رئاستهم.

وكذلك النباهنة الآن رؤساء على بني ريام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015