اسس علم اللغه (صفحة 258)

ومع استخدام الفحوص والاختبارات المطلوبة، فإننا يجب أن نكون حذرين من حشد معلومات خاطئة لغوية أو غيرها تحت اسم تجميع المعلومات.

وهناك نقد هام يتعلق بعلم اللغة الجغرافي، ويمس جانبا منه، وهو أن موضوع دراسته ومباحثه تتغير باستمرار، وتتعرض لأنواع كثيرة من الضغوط والتغييرات. ولكن نفس النقد يمكن أن يوجه أيضا إلى فروع علم اللغة الأخرى ربما فيما عدا الملامح الأساسية الكبرى في علم اللغة الوصفي. وحتى هذه الملامح ما تزال تتعرض للتعديلات الكثيرة الدائمة. إن طبيعة اللغة تجعلها في حركة دائمة، ولذا فدراستها متحركة كذلك لا جامدة، وعلى كل حال فمن الممكن تماما أن نركز على الجوانب الأكثر موضوعية واتصالا بالحقائق في علم اللغة الجغرافي، بالإضافة إلى صقل منهج بحثه، وإجراءات دراسته، لإخضاعها لمتطلبات العلم، وشروطه الأساسية.

وإن المشكلة الحقيقية لعلم اللغة الجغرافي هي أنه لم يلق إلى الآن التأييد والعناية الكافيين, فحتى الآن نجد اهتمامات علمي اللغة الوصفي والتاريخي تنصب -إلى حد كبير- على تخصصاتهما لدرجة أنهما يعرضان الجانب اللغوي الجغرافي لعلم اللغة على أنه شيء له علاقة ضئيلة بهما. والحكومات والجهات المعنية التي كان يجب أن تعطيه اهتماماتها المباشرة قد فشلت حتى الآن في إبداء اهتمامها المطلوب.

وقد يحسن أن يعاد القول إنه في خلال الحرب العالمية أنشأ "مكتب المعلومات الحربية" "O.W.I." Office of war Information قسما خاصا أسماه "مكتب تحليل الوسائط" كانت وظيفته الرئيسية جمع الحقائق والمعلومات عن اللغات المتكلمة في كل أنحاء العالم، وفهرستها لأعمال استراتيجية مباشرة. وقد كانت هذه الدراسة مقرونة بإحصاءات عن الأمية، وبيانات عن قرابات اللغات، وبالطبع عن تعداد السكان, وحتى من قبل نهاية الحرب كان هذا المكتب قد حل، وكانت معلوماته المجموعة قد تشتتت, ولم يبق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015